وسط أعلى الجبال، تمتد قرية وادي مي بسحر جمالها وحضورها الكبير. تحكي هذه القرية قصة فريدة من نوعها، حيث تتجسد فيها جمال الطبيعة وعراقة التاريخ. يتميز وادي مي بمناظره الخلابة، وهوائه النقي، وهدوئه الذي يبعث على الاسترخاء. تشتهر القرية ببيوتها الطينية التقليدية، وزراعتها الخصبة، وتراثها العريق.
ينقلك هذا المقال في رحلة استكشافية إلى قرية وادي مي، حيث ستتعرف على تاريخها، وأهم معالمها، وكيفية الوصول إليها.
نبذة عامة
تقع قرية وادي مي بالقرب من مدينة الفجيرة، وتعتبر كنزا تاريخيا يروي حكايات لا تنسى، فهي أرض خصبة محاطة بجبال عالية وأودية وشعاب صغيرة. تسكنها قبيلة الكندي منذ مئات السنين، وتشتهر بكمية الأمطار التي تهطل عليها وتجري في وادي مي الكبير لعدة أسابيع. يقع وادي مي في غرب مدينة كلباء، وسط طرق جبلية بعضها ممهد والآخر عبارة عن تعرجات ترابية. تشتهر القرية بسد وادي مي الذي تحتضنه أرض الوادي بين جبالها وبوجود بقايا البيوت القديمة التي عاش فيها أهل الوادي قديما.
موقع وادي مي الفجيرة
تقع هذه القرية على بعد 25 كيلومتر جنوب غربي مدينة الفجيرة، وعلى الطريق الممتد إلى قرية الحيل باتجاه اليسار، والمؤدي إلى مدينة كلباء ومنطقة وادي الحلو.
أقسام القرية
تألف قرية وادي مي الفجيرة من عدة أقسام تجمع بين التراث والطبيعة، حيث تشمل منطقة الآثار التي تعرض بقايا المباني القديمة والنقوش الأثرية، بالإضافة إلى القسم المخصص للزراعة التقليدية الذي يعكس نمط الحياة الريفية. كما تحتوي القرية على مناطق مخصصة للأنشطة السياحية والترفيهية، مثل مسارات المشي التي تتيح للزوار استكشاف جمال الطبيعة المحيطة، مما يجعلها وجهة مثالية لعشاق التاريخ والطبيعة.
تعرف على باقي الأقسام في السطور التالية:
المجتمع السكاني
قامت الحكومة ببناء 120 مسكنا شعبيا لأهالي القرية، كما يقطن وادي مي حوالي 500 نسمة، معظمهم من قبيلة الكندي.
البيوت الأثرية والمخازن
كانت منازل وادي مي قديما تتكون من حوالي 10 منازل، منها المنازل الشتوية المبنية من الحجارة السوداء والطين والحصى، والمنازل الصيفية المعروفة باسم “العريش”. كما تحتوي القرية على منحوتات ومقابر ومبان قديمة، ومخازن للحبوب والتمور، وتقنيات لحفظ النباتات والأسماك داخل مخازن معدة لهذا الغرض.
المرافق الحديثة
تتوفر في القرية خدمات حديثة مثل توصيلات الهاتف ومحطات تقوية الإرسال الإذاعي والتلفزيوني، بالإضافة إلى المياه في الصنابير. ومع ذلك، لا يزال الأهالي يعتمدون على مياه الآبار المتجمعة بين الصخور والجبال.
سدود القرية
تشتهر قرية وادي مي في الفجيرة بوجود سد وادي مي، الذي تحتضنه أرض الوادي بين جبالها. وقد تم بناء سدين في منطقة وادي مي لتخزين المياه الهاطلة لعدة أشهر، وذلك بمكرمة من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وبتوجيهات من صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي حاكم الفجيرة.
يهدف إنشاء السدود في قرية وادي مي إلى زيادة تغذية المخزون الجوفي للمياه، ورفع مستوى المياه الجوفية والحد من تسرب مياه البحر إليها. كما تعمل على توفير مصدر مائي سطحي لري المزروعات للمحافظة على التربة الزراعية والمزروعات ومنع انجرافها بالسيول، إضافة إلى دورها في الحد من الأضرار والخسائر الاقتصادية التي تسببها السيول.
وتساهم السدود في تلبية الاحتياجات المائية للسكان في المناطق الزراعية وتوفير مصدر مياه استراتيجي. بالإضافة إلى ذلك، يمكن الاستفادة من مواد الطين التي تترسب في السدود لتحسين خصائص التربة الزراعية.
معيشة سكان القرية
يعيش سكان قرية وادي مي في الفجيرة في منطقة غنية بالتاريخ والتقاليد، واعتمد سكان القرية قديماً في رزقهم بشكل أساسي على جمع عسل النحل البري من الأشجار والكهوف الجبلية، بالإضافة إلى زراعة النخيل وأشجار المانجو والليمون والشعير، وتربية الأغنام وجمع الحطب. كما اعتمد البعض منهم على تصدير بعض النباتات والمنتجات إلى أسواق كلباء والفجيرة والشارقة، مثل نبات الغليون والتمور وبعض منتجات الحيوانات.
يحتضن وادي مي العديد من الآثار والمواقع التاريخية، وهي عبارة عن أرض خصبة محاطة بالجبال والأودية والشعاب الصغيرة. تشتهر المنطقة بكمية الأمطار التي تهطل عليها والتي تجري مياهها في وادي مي الكبير لعدة أسابيع. وتضم القرية أشجار النخيل ومزارع المحاصيل والحبوب. يمكن للزائرين استكشاف معالمها القديمة، بما في ذلك المنحوتات والقبور والأبنية القديمة ومخازن الحبوب والتمور ومخازن أسماك الجاشع الناشف ونباتات الغليون القديمة والكهوف القديمة والبيوت التاريخية والحجارة التي تحوي نقوشا أثرية.
الأنشطة
يعتبر هذا الوادي وجهة سياحية رائعة تقدم مجموعة متنوعة من الأنشطة التي تناسب جميع الزوار. تمثل هذه الأنشطة جزءا من تجربة فريدة يقدمها وادي مي، مما يجعله وجهة مثالية لعشاق الطبيعة والمغامرة.
إليك بعض الأنشطة السياحية الشائعة في هذه القرية:
- المشي والتجول: يمكن للزوار الاستمتاع بالمشي في المسارات الطبيعية المحيطة بالوادي، حيث يمكنهم استكشاف المناظر الخلابة والتضاريس الجبلية.
- التخييم: يوفر وادي مي بيئة مثالية للتخييم، حيث يمكن للزوار نصب خيامهم والاستمتاع بأجواء الطبيعة والهدوء تحت سماء مليئة بالنجوم.
- الاستكشاف الثقافي: يمكن للزوار التعرف على الثقافة المحلية من خلال زيارة القرى المجاورة والتفاعل مع السكان المحليين.
- التصوير الفوتوغرافي: المناظر الطبيعية الخلابة تجعل من وادي مي مكانا مناسبا لعشاق التصوير، حيث يمكنهم التقاط صور رائعة للجبال والأودية.
- الاستمتاع بالمياه: في مواسم الأمطار، تتجمع المياه في برك صغيرة، مما يتيح الفرصة للسباحة والاستمتاع بالمياه العذبة.
الأسئلة الشائعة
تشتهر بكمية الأمطار التي تهطل عليها وتجري في وادي مي الكبير لعدة أسابيع. وتشتهر كذلك بضمها العديد من أشجار النخيل ومزارع المحاصيل والحبوب.
اعتمد السكان بشكل أساسي على جمع عسل النحل البري وزراعة النخيل والمانجو والليمون والشعير، وتربية الأغنام وجمع الحطب.
تكمن أهمية قرية وادي مي في الفجيرة في عدة جوانب رئيسية:
أهمية تاريخية وأثرية: يعتبر وادي مي منطقة تحتضن مجموعة من الآثار والمواقع التاريخية التي تعكس تاريخًا عريقا. يمكن للزوار استكشاف معالمها القديمة مثل المنحوتات، والقبور، والأبنية القديمة، ومخازن الحبوب والتمور، والكهوف القديمة، والحجارة التي تحوي نقوشا أثرية.
أهمية طبيعية: تتميز القرية بجمالها الطبيعي الخلاب، حيث تحيط بها الجبال العالية والأودية والشعاب الصغيرة. تشتهر أيضا بكمية الأمطار التي تهطل عليها، والتي تجري في وادي مي الكبير لعدة أسابيع، مما يجعلها أرضا خصبة.
أهمية ثقافية واجتماعية: تسكن وادي مي قبيلة الكندي منذ مئات السنين، ولا تزال تحافظ على روابط اجتماعية عميقة، كما تعكس القرية أسلوب حياة السكان المحليين في الماضي.
أهمية اقتصادية: في الماضي، اعتمد سكان وادي مي على تصدير بعض النباتات والمنتجات إلى أسواق كلباء والفجيرة والشارقة، مثل نبات الغليون والتمور وبعض منتجات الحيوانات.
نصل إلى نهاية جولتنا الاستكشافية في قرية وادي مي، هذه الجوهرة الخفية في الفجيرة. ندعوك لزيارة القرية والتعرف على تاريخها العريق وجمال طبيعتها الخلابة.
تعرف على مرافق مميزة أخرى في الفجيرة، واستكشف أشهر مطاعم هندية فيها، إلى جانب تصفح دليلك الشامل لأفضل الحدائق في الفجيرة على موقع بروبرتي فايندر.