يمثل متحف الفجيرة نافذة حقيقية على تاريخ وإرث إمارة الفجيرة العريق. يضم المتحف بين جدرانه مجموعة متنوعة وثمينة من الآثار والمقتنيات التاريخية التي تحكي قصصًا عن الحضارات المتعاقبة التي استوطنت هذه الأرض. يعتبر المتحف وجهة ثقافية بارزة للزوار والمقيمين على حد سواء، حيث يوفر لهم فرصة فريدة لاستكشاف الماضي والتعرف على التراث المحلي الغني. يهدف هذا الدليل إلى تقديم معلومات شاملة حول متحف الفجيرة، وتسليط الضوء على أبرز مقتنياته وأقسامه، بالإضافة إلى توفير معلومات عملية للزوار لتسهيل تجربتهم الثقافية.
معلومات عن متحف الفجيرة
يمثل متحف الفجيرة أحد أبرز المعالم الثقافية في إمارة الفجيرة بدولة الإمارات العربية المتحدة، ويقع في قلب المدينة بالقرب من قلعة الفجيرة. بدأت فكرة إنشائه في عام 1969 كغرفة صغيرة ملحقة بمكتبة خالد بن الوليد العامة، ثم تطور ليصبح متحفًا رسميا تم افتتاحه في 30 نوفمبر 1991 بقرار من الشيخ حمد بن محمد الشرقي، حاكم الفجيرة، بهدف الحفاظ على التراث الإماراتي وتوثيق تاريخ المنطقة. وفي عام 1998، تم توسيعه ليشمل قاعتين للآثار وثلاث قاعات للتراث، مما عزز من قدرته على استيعاب المقتنيات الأثرية المكتشفة في الإمارة.
يضم المتحف مجموعة غنية تتجاوز 2100 قطعة أثرية نادرة تعود إلى عصور مختلفة، من العصر الحجري والبرونزي وحتى العصور الإسلامية والحديثة، تشمل أدوات زراعية، أواني فخارية، أسلحة قديمة كالسيوف والخناجر، وعملات معدنية مثل العملة الذهبية والفضية لإمارة الفجيرة من ستينيات وسبعينيات القرن الماضي. كما يحتوي على قاعات مخصصة لعرض التراث المحلي، مثل أدوات صيد الأسماك والنسيج، ومكتبة تاريخية تضم كتبًا ودراسات أثرية. يُعتبر المتحف وجهة سياحية وتعليمية هامة، حيث يستقبل الزوار والطلاب لاستكشاف تاريخ الفجيرة العريق وتطور الحياة فيها عبر الزمن.
عنوان متحف الفجيرة
يتمركز المتحف في وسط إمارة الفجيرة، وبالأخص بالقرب من قلعة الفجيرة عند ملتقى شارع النخيل وشارع السلام، ويفصله مسافة تقارب 3 كيلومترات عن مطار الفجيرة، في الاتجاه الشمالي الشرقي من قلب المدينة.
أقسام المتحف
يعد متحف الفجيرة من أهم المؤسسات الثقافية التي تحافظ على تراث المنطقة وتاريخها العريق. يتألف المتحف من خمس قاعات رئيسية تُقسم إلى قسمين للآثار وثلاثة للتراث، بالإضافة إلى مكتبة تاريخية، حيث يعكس كل قسم جانبا مختلفا من تاريخ الإمارة وحياة سكانها عبر العصور. بهذه الأقسام، يُقدم متحف الفجيرة تجربة شاملة تجمع بين التاريخ والتراث، مما يجعله وجهة مثالية للزوار الراغبين في استكشاف جذور الإمارة.
فيما يلي تفصيل لأقسام المتحف:
قسم الآثار
يُعدّ نافذة تطل على تاريخ الإمارة العريق، حيث ينقسم إلى قاعتين تعرضان مقتنيات من عصور مختلفة. القاعة الأولى مخصصة للعصر الحجري والبرونزي، وتحتوي على أدوات حجرية وفخارية تم اكتشافها في مواقع أثرية مثل وادي الكيل، مما يُظهر أساليب الحياة القديمة. كما تضم أسلحة بدائية مثل الرماح والخناجر التي تكشف عن براعة الصناعة في تلك الفترات. أما القاعة الثانية فتركز على العصور الإسلامية والحديثة، وتعرض عملات ذهبية وفضية كانت متداولة في الفجيرة خلال القرن العشرين. تتضمن أيضًا مخطوطات وأواني مزخرفة تُبرز التأثيرات الثقافية والتجارية للمنطقة. هذا القسم يُقدم للزوار لمحة شاملة عن تطور الحضارة في الفجيرة عبر الزمن. وبهذا، يُشكل جسراً يربط الماضي بالحاضر، محافظاً على إرث الإمارة الأثري.
قسم الآثار (القاعة الثانية)
تتناول هذه القاعة العصور الإسلامية والحديثة، وتشمل عملات معدنية نادرة مثل العملات الذهبية والفضية التي كانت متداولة في الفجيرة خلال القرن العشرين. كما تحتوي على مخطوطات وأدوات معدنية تُظهر التأثيرات التجارية والثقافية للمنطقة، بالإضافة إلى قطع فخارية مزخرفة تُعكس الفنون الإسلامية.
قسم التراث (القاعة الأولى)
تُخصص هذه القاعة لعرض أدوات الحياة التقليدية، مثل معدات صيد الأسماك التي كانت أساسية لسكان الساحل، وأدوات الزراعة كالمجرفة والفأس التي تُبرز أهمية الزراعة في المناطق الداخلية. تُضاف إليها ملابس تقليدية ومجوهرات تعكس الثقافة المحلية.
قسم التراث (القاعة الثانية)
تُركز على الحرف اليدوية مثل النسيج والخياطة، حيث تعرض أنوالاً قديمة وأقمشة مزخرفة تُظهر مهارة النساء في صناعة الملابس والسجاد. كما تحتوي على أدوات طبخ تقليدية مثل القدور النحاسية.
قسم التراث (القاعة الثالثة)
تُعنى هذه القاعة بالجانب الاجتماعي والديني، وتشمل أدوات تعليمية كالمخطوطات الدينية وأدوات الكتابة، بالإضافة إلى مقتنيات تُظهر العادات والتقاليد كالأواني المستخدمة في المناسبات.
المكتبة التاريخية
المكتبة التاريخية في متحف الفجيرة تعتبر مصدرًا هامًا للمعلومات التاريخية والآثارية في الإمارات العربية المتحدة. تضم هذه المكتبة مجموعة واسعة من الكتب في مجالات الدراسات الأثرية المحلية والإقليمية، بالإضافة إلى البحوث التاريخية وعلوم المتاحف والآثار.
تضم المكتبة كتبا في الدراسات الأثرية والبحوث التاريخية، مما يجعلها موردا قيّما للمهتمين بتاريخ الإمارات والمنطقة.
مواعيد العمل
- السبت إلى الخميس: 08:00 صباحا إلى 06:30 مساء
- الجمعة: 02:30 مساء إلى 06:30 مساء
الأسئلة الشائعة
نعم، يُسمح بالتصوير داخل متحف الفجيرة، مما يتيح للزوار توثيق تجربتهم والاحتفاظ بذكريات من المقتنيات الفريدة، فالمتحف يعد من أشهر المناطق السياحية في الإمارات. ومع ذلك، يُنصح باحترام التعليمات الخاصة بالمتحف، مثل عدم استخدام الفلاش في بعض المناطق الحساسة للحفاظ على القطع الأثرية من التلف، والتأكد من عدم إزعاج الزوار الآخرين أثناء التصوير.
يتميز متحف الفجيرة بتركيزه على تاريخ وتراث إمارة الفجيرة بشكل خاص، مع مقتنيات نادرة مثل بيضة النعامة والقبر على شكل “U”، مما يعكس أهمية المنطقة تجاريا وحضاريا عبر العصور. موقعه بجوار قلعة الفجيرة يضيف بُعدا تاريخيا إضافيا، كما أن تنوع أقسامه بين الآثار والتراث يجعله شاملا. يُعتبر أيضا وجهة تعليمية بفضل مكتبته واستقباله للطلاب، مما يعزز دوره كمركز ثقافي حيوي.
رسوم الدخول إلى متحف الفجيرة رمزية ومناسبة للجميع، حيث تبلغ 5 دراهم إماراتية للبالغين ودرهم واحد للأطفال. هذه التكلفة المنخفضة تجعل المتحف وجهة مثالية للعائلات والطلاب الراغبين في استكشاف تاريخ الإمارة دون عبء مالي كبير، مع توفر مواقف سيارات مجانية خارج المبنى.
نأمل أن نكون قد أحطنا بكافة جوانب متحف الفجيرة في هذا الدليل، حيث يعد هذا الصرح الثقافي شاهدا حيا على تاريخ الإمارة العريق وتراثها الغني. من خلال أقسامه المتنوعة التي تجمع بين الآثار والتراث، يتيح المتحف للزوار فرصة استكشاف تطور الحياة في الفجيرة من العصور الحجرية إلى العصر الحديث.
ندعوك لاستكشاف مرافق أخرى متميزة في هذه الإمارة الحيوية، وتصفح دليلك الشامل لأفضل الحدائق فيها، إلى جانب الاطلاع على كل شيء عن قرية وادي مي الفجيرة ومواضيع أخرى ستنال إعجابك على موقع بروبرتي فايندر.